القيامة في الفكر اليهودي – القيامة حقيقة – 80/20
مايو 30, 2020
احنا فاهمين معنى الصلب والقيامة ؟!
يونيو 1, 2020يختلف البشر في تفسير الكثير من الأمور في هذه الحياة،
ولكن أدراكهم للموت هو الشي الوحيد المتفق عليه.
فحقيقة الموت لا تعتبر أمر قابل للنقاش بصورة فلسفية،
أو صورة تجريده من واقعيته.
جميعنا نوقن أنه بأيدي الموت يكتب التاريخ،
فلا أحد من البشر موجود منذ الأزل
ليخبرنا عن الأمور وكيف كانت.
فقط التاريخ وحده من يخبرنا ان البشر يرحلوا.
فقد كان ولا يزال الموت هو التحدي الأول للبشر منذ فجر التاريخ.
فكلنا نحارب منذ فجر وجودنا لكي نحيا.
فنتصارع مع بعضنا ومع الطبيعة لكي نأخر لقاءه، ولكنه حتمًا يجي.
منذ البداء أعتاد إجادنا على تقبل هذه الحقيقة
فقد سجلوا في الميثولوجيا القديمة عن حقيقة الموت،
وأنه أمر لا غبار عليه. فيجب علينا أن نحيا كرام
ويجب أن نتسلح بالفضيلة لمحاربة كل ما هو غير إنساني.
ولكن ظل الموت سؤال يحير الكثيرين.
لأن هذا لم يغير من الواقع شي، فغدًا سنموت.
وعند لحظات الموت يكون الجميع سواسية،
فيقف في حضرته الملك كالصعلوك، فكلاهم يرجوا الرحمة،
كلاهم يرجوا أن يأتي في وقت لاحق.
وقد أخبرنا علماء الإنسان [الأنثروبولوجيا – Anthropology]
أن في البشر غرائز كامنة تتحرك في وقت الحاجة،
ومن هذه الغرائز غريزة البقاء، فكل البشر –
بدافع إنساني باحت – يسعون للحياة. ولكن لماذا!
لماذا نريد البقاء؟ نعم كلنا يعلم أن في الوجود متعة.
فحتي الفلسفات العديمة والكاره للحياة لا تنكر وجود هذه المتعة،
أنما تنكر غرضها وتنكر هدفها، وتفكر في انتهائها.
ففي الحياة الكثير والكثير من المتع التي لم نكتشفها حتى الآن.
ولكن أن كان هذا الوجود سينتهي بالموت.
لماذا نحيا في هذه الحياة كمن يختلس بعض المتعة!
في الحقيقة عند هذا الحد تكون الفلسفة العديمة قد قدمت ضرباتها وبقوة.
فالنهاية حتمية، ولا معني من شيء غير باقي او شيء سيزول،
فكلا الفعل/الشيء ومن يقوم به ليسوا إلا بخار قد ظهر
وسينتهي سريعًا وكائن شيء لم يكن.
ولكن لم تكتب حتى الآن الكلمات الأخيرة، للقصة بقية،
فأن كان الخالق أوجدنا لندرك الحياة ونتذوق متعة هذا الوجود
وبعده لا يكون سوا النهاية، فاعتقد أن هذا سيكون
اسوء قرار قد أعلن في هذا الوجود.
تعلن لنا الفلسفة/الأيدلوجية المسيحية أن وجودنا البشري في حد ذاته
منحه ستنتهي عاجلا أم اجلا. ولا جديد تحت هذه الشمس،
فالإنسان سيموت ولا يقدر أن يهزم هذا الموت.
ولكن لم تقف عند هذا الحد والا ستكون عبثيه من الطراز الأول
ولم تختلف عن غيرها. فقد أخبرتنا عن شخص
عاش هنا على الأرض وقد قدم نفسه للموت طوعًا وبكل إرادته،
وأعلن بشكل رسمي أنه قد مات.
ولكنه قام في اليوم الثالث ناقض كل قيود الموت،
ليعلن للبشرية أنه يوجد رجاء. فالموت لن يسود فيما بعد،
ولن يكتب النهاية.
فالقصة المسيحية في أساسها هي دعوة للوجود
وليس دعوة للخلاص من الجحيم؛ فالفرق شاسع. المسيحية
على حد تعبير القديس أثناسيوس:
قدمت للعالم ترياق لمرضها أي الموت والفناء.
المسيح بموتة وقيامته فتح أمامنا باب جديد للوجود؛
عن طريق الإتحاد به. فيكون الصليب أي موت المسيح وقيامته
هو إعلان اتحادنا بالحي الذي يقدم لنا الوجود من جديد
في صورة أزلية، تقدم بدورها معني لما نحياه الآن
وما سنحياه معه في نوع أخر من الوجود سماه الكتاب بـ “السماء”.
فهذا الذي هزم الموت لم يكتفي فقط بأن يمنحنا الخلود معه،
لنحقق الغاية من خلقه.. الوجود والتمتع بالحياة
بل منحنا أيضًا هبة الاتحاد به هنا على الأرض بالروح القدس الله نفسه
فنستطيع أن نستمتع بهذا الوجود بالقصد الذي أراده لنا منذ الأزل.
فالمسيحية لم تقدم فقط ترياق للموت بل معني للحياة
وأيضًا تمتع حقيقي بها.